وهذا الذي هو خارجٌ أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض فإن أخطأهُ هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا)) رواه البخاري (6417). ،... عن أنس رضي الله عنه قال: خَطَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم خطوطاً فقال: ((هذا الأملُ، وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءَهُ الخط الأقرب)) رواه البخاري (6418). معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - بتصرف – 2/865
قال القرطبي: فاعلم أن ذكر الموت يورث استشعار الانزعاج عن هذه الدار الفانية، والتوجه في كل لحظة إلى الدار الآخرة الباقية، ثم إن الإنسان لا ينفك عن حالتي ضيق، وسعة، ونعمة، ومحنة. فإن كان في حال ضيق ومحنة، فذكر الموت يسهل عليه بعض ما هو فيه، فإنه لا يدوم، والموت أصعب منه. أو في حال نعمة، وسعة، فذكر الموت يمنعه من الاغترار بها، والسكون إليها، لقطعه عنها. اهـ. من التذكرة بأحوال الموتى، وأمور الآخرة. وفي التنوير للصنعاني: (فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش، إلا وسعه عليه) لأنه إذا تيقن من هو في الضيق أنه مفارقه، خالص عنه، هان عليه ما هو فيه؛ لأنّ الخلوص من المكروه محبوب، ولذا جاء في الحديث أنه لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون فيها عدد أيام الدنيا، لفرحوا. ولو قيل ذلك لأهل الجنة لحزنوا، ولذا قيل: ما أضيقَ العيشَ... لولا فسحةُ الأمَلِ ويحتمل أن المراد أنكم إذا ذكرتموه في شدة وسعها عليكم؛ لأنكم تذكرون أنكم لاقون ما هو أشد منها وهو الموت، فترونها متسعة، فطبتم بها نفسا (ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه) لأنّ فراق المحبوب مكروه، وعرفت وجه التعليل بذلك قريبا كما قيل: أَشَدُّ الغَمِّ عِندي في سُرورٍ... تَيَقَّنَ عَنهُ صاحِبُهُ اِنتِقالا.
wetten-bonus.com, 2024